يلقي مجموعة من الشباب بأنفسهم في قلب أمواج البحر الأبيض، الذي تحول لونه وأصبح أحمر بدماء شبابنا الطامعين في الوصول إلى الضفة الأخرى، حيت الألم والعناء أقل والمناصب بوفرة ،مناصب توفر سيارة فارهة وزوجة شقراء،حياة تمكن الفرد من العيش بكرامة .
ومؤخرا تجاوزنا مرحلة الارتماء في أحضان البحر إلى الارتماء في أحضان بعضنا البعض بمتفجرات تهد بنياننا ،كعلامة عن السخط من الواقع المعاش ،من طرف جهاز حكومي هدفه الأسمى هو المصلحة.
فأصبحت بعض فئات الشعب منقسمة على نفسها موزعة الاتجاهات والمبادئ، تتحكم في أغلبيتها الدكتاتوريات الفردية والجماعية والنزعات الدينية والعنصرية، وتغسل دماغها أدوات الإعلام التي تخدم أغراض أقلية تستفيد من جهل البقية وغَبَاوتها، وتسوقها حيث تكسب منها أكثر ما يمكن.
إلا أن هناك انتحار ومجازفة آخرين غير محمودين العواقب بعيدين عن السقوط في المحيط أو الانفجار الذاتي ،هناك شيء أخر أفظع من ما سبق ذكره، ويخص بناتنا وأخواتنا اللواتي أصبحن عرضة لشيء أسمه الحب الوهمي أو الحب عبر الحاسوب.
فتراهن يقضين جل نهارهن وراء شاشة هدا الاختراع العجيب باحثات عن من ينقدهن من عزوبية أشرفت على أن تفتك بهم وتقذف بهن في باطن هوة سحيقة من الكابة والحزن.
فيصادفن نموذج من الشباب يستغل سذاجتهن ويمطرهن بكلام معسول لاعبا بعواطفهن كما يشاء، وفي الأخير يصوب نحو صدورهن رصاصة قاتلة لا تكلفهم إلا الضغط برفق على زرSuprimer
يحذف عنوان الضحية من قائمة العنوانين المدرجة بقائمته ، بعد أن يكون قطع بها أشواط من الأحلام الوردية وزرع في نفسها مجموعة من الأماني ،تحول حياتها من سوداء إلى وردي زاهي ، ليجدن أنفسهن ،في الأخير، قد عدن إلى نقطة البداية.
يحز في نفسي أنني عندما أكون بأحد نواد الإنترنت أرى شابين جالسين وراء الحاسوب يضحكان باستهزاء وبصوت عال وتسمع أحدهم يقول للأخر.
- أش كتبات؟
- كتبات بلي بقات البارح النهار كولو تاتسناني ندخل MSN
- كول ليها تديرLA CAM نشوفو ها كيف دايرة بعدة واش زينة ولا والو.
ادا كنت أكتب اليوم فلكي أوعي أخواتي وبناتي من هده الحرب الشرسة الدين يخوضها ضدهن أناس لا ضمائر ولا أحاسيس لديهم ،شباب سادي لا يجد متعته إلا في معانات الأخرين.
قليلة وقليلة جدا هي الزيجات التي نجحت عن طريق الإنترنيت، قد تكون واحدة في المليون أو أقل ،لهدا لا يجب أن نأخذها كمقياس ونتيجة قابلة للنجاح في كل وقت.
فالزواج هو رباط مقدس يستوجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط لكي ينجح
وأولها الحب الصادق الخالي من أي مصلحة ،شعور بسعادة لا حدود لها بالتواجد مع المحبوب، وجحيم لا يطاق بفراقه،ولا يمكن أن يتأتى دلك إلا بوجود مادي للشخص أمام أعيننا نراه في كل وقت ونعاين عن قرب تصرفاته وتفكيره